نظرة عامة على مجموعة الصباح الآثارية

نظرة عامة على مجموعة الصباح الآثارية

كانت الستينيات هي بداية قصة مجموعة الصباح الآثارية ، حين كان الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح طالبا في القدس – فلسطين. و خلال تواجده في تلك المدينة الساحرة، نما حبه و تقديره للأعمال الحرفية الرائعة و التي تعود إلى أولى حقبات المجتمعات الاسلامية العريقة. ولم يتمكن من اقتناء أي قطعة حتى تلك اللحظة، و لكن في عام 1975 ، تمكن الشيخ ناصر أخيرا من اقتناء و شراء أول قطعة أثرية ، وكانت عبارة عن إناء زجاجي مطلي بمادة المينا و يعود إلى منتصف القرن الرابع عشر الميلادي ، حيث يعود نشأت هذا الإناء إلى الثقافة التي ينتمي إليها الشيخ ناصر شخصيا
وقد تم عرض هذه التحفة الزجاجية في معرض أهوان الفني في مدينة لندن – المملكة المتحدة ، و الذي يمتلكه السيدان أوليفر هور و ديفيد سولزبيرجر. اعتبرت هذه القطعة من أولى القطع الفريدة من نوعها و التي لاقت رواجا كبيرا في المعرض، فهي من أحد المقتنيات التي يلتفت لها الزائرون لاطلاق العنان لخيالهم عن تاريخ القرون السابقة. و منذ العثور على تلك القطعة الاثرية بالمصادفة، بدأت رحلة جمع الآثار كما نمت معها علاقة الصداقة الوطيدة بينه و بين جامع التحف و الصديق / جاسم يوسف الحميضي الذي شاركة هذا الشغف و الاهتمام. وسرعان ما تحول ما بدأ كهواية خاصة، إلى متحف متكامل. و في عام 1983 تم نقل مقتنيات مجموعة الصباح الآثارية من منزل الأسرة إلى أكبرمبنى في متحف الكويت الوطني، و منذ ذلك الوقت، أصبحت تعرف بدار الآثار الاسلامية. بقيت المجموعة في متحف الكويت الوطني، حتى تم تدميره أثناء الغزو العراقي لدولة الكويت الحبيبة عام 1990م. وقبل انتقال المجموعة إلى متحف الكويت الوطني ، كان من المفترض أن يتم بناء متحف آخر لاحتضان هذه المقتنيات النادرة، و كان قد توصل كل من الشيخ ناصر صباح الاحمد و الشيخة حصة الصباح إلى استنتاج مفاده، أن مقتنياتهم تحكي من قصص التاريخ الكثير، وهي تستحق مشاركة شريحة واسعة من الجمهور للاستمتاع بجمالية الفن و للتعرف على منجزات الحضارة الإسلامية التي ينتمي اليها هذا الفن. ، بدلا من الاحتفاظ بها في مسكنهم الخاص. حيث طلب في عام 1982م من المهندس المعماري / حسن فتحي بناء متحف متكامل من الطراز المعماري الذي يتناسب مع البيئة، و كان الزوجان على استعداد تام لبناء أول متحف للفنون الإسلامية في منطقة الخليج ، بهدف واحد و صريح، و هو تزويد سكان الكويت و المنطقة بل و العالم أجمع بفرصة استكشاف جمال الفن الاسلامي العريق وانجازات مبدعيه.

في ذات الوقت، كانت منظمة اليونيسكو تعمل جاهدة مع حكومة دولة الكويت لتحديد أبرز المقتنيات من الفترة الإسلامية التي ستضاف للمتحف الوطني الجديد. و قد تم تحديد ثلاث مجموعات في الكويت، لخوض عملية مسح تشخيصي لبيان أي المجموعات الإسلامية ستحظى بفرصه العرض في المتحف الوطني الجديد . تلك المجموعات كانت مجموعة جاسم يوسف الحميضي، و مجموعة طارق سيد و جهان رجب و مجموعة الشيخ ناصر صباح الاحمد.
و تمت الإشادة بالمجموعات على حد السواء، و أبهرت بما تحتويه هذه المجموعات من قطع و مقتنيات تاريخية تستحق العرض على الجمهور.
اذ خاطبت منظمة اليونيسكو حكومة دولة الكويت لتبقى على تواصل مع مجموعة الصباح الآثارية بغرض التوصل إلى اتفاق، حيث استندت توصياتهم على روعة و عمق المقتنيات و شموليتها اذ تحتوي في طياتها على جميع الانماط الفنية من مخطوطات و نسيج و خزف و معادن و خشب و طنافس و زجاج و منمنمات و عملة، في تسلسل لحقبات زمنية متتالية من القرن الثاني الى القرن الثالث عشر الهجريين ( من الثامن الى التاسع عشر الميلاديين) و على رقعة جغرافية تمتد من الاندلس غربا الى تخوم الصين شرقا.
الرجاء الضغط هنا UNESCO repor

وافق الزوجان على طلب الحكومة الكويتية، و أوقفوا العمل في متحفهم الخاص. كانت فرصة إعارة القطع الآثارية إلى متحف الكويت الوطني دليل على تفاني و اخلاص جهود الشيخ ناصر صباح الاحمد في هذا المجال ، لرفع مستوى الوعي الفني في الكويت، و كنوع من تعزيز دورالحضارة الاسلإمية في سياق الحضارة الإنسانية فكرا و فنا و علما، و فتح باب البحث في مصادر هذا الفن ليس فقط في الكويت، و إنما في العالم.
توصلت الحكومة الكويتية مع الزوجين إلى اتفاق متعدد المجالات لاستعارة القطع الآثارية و عرضها في احد ابنية متحف الكويت الوطني( مبنى رقم ٣) بدون مقابل مادي، على ان توفر الدولة المكان و طاقم العمل المناسبين.

الرجاء الضغط هنا Contract 1983
تم التوقيع العقد بين مجموعة الصباح الآثارية و وزير الأعلام، بعد الافتتاح بعده اشهر، و تم تجديد العقد بينهم في عام 2000م. مع تعديلات طفيفة على بنود الاتفاق السابق.
الرجاء الضغط هنا Contract 2000

انطلاقا من شغف المعرفة ورغبة في تدعيم التطور التاريخي للمقتنيات المعروضة، بدء الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح بالتوسع في عمليات الاستكشاف في الزخارف الفنية و توجهات الفن الإسلامي خلال حقبة أواخر القرن السابع الميلادي.
لفت انتباه الشيخ ناصر صباح الاحمد من خلال عمله في التسلسل الزمني العكسي، وجود تأثيرات فنية من العصور القديمة السابقة للفترة الانتقالية التي عقبت فجر الاسلام، و وجد ضرورة تمثيل هذه الآثار من فن ساساني و بارثي و هلنستي و فنون بلاد الرافدين و ما وراء النهر و باكتريا و أواسط آسيا، فاقبل على اقتنائها لاثراء المعرفة والتجربة المتحفية. ولم يكتف بالتوقف عند هذا الحد، بل أكمل شغفه ووصل إلى أبعد من ذلك، حيث جمع مقتنيات من العصرالحديدي والعصر البرونزي.

تضم المجموعة اليوم أكثر من ثلاثين الف تحفة، تعود نشأتها منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد و حتى القرن التاسع عشر الميلادي.
كما ان الاستعدادات قائمة على إعادة تأهيل متحف الكويت الوطني الذي تم تدميره أثناء الغزو العراقي، بتوسعه مذهلة للسماح بتنوع أكبر في المباني المخصصة لدار الآثار الاسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، تتوفر قطع فنية من المجموعة للعرض في مركز الأمريكاني الثقافي في الكويت التابع لدار الآثار الإسلامية، و متحف الفنون الجميلة في هيوستن – الولايات المتحدة الامريكية، الى جانب المتاحف العالمية التي يتم إعارة بعض القطع و المقتنيات لها و للمؤسسات الثقافية في جميع دول العالم.
لمزيد من المعلومات حول قصة تطور و الانتقال من المجموعة الخاصة إلى العامة ، انقر هنا.

اشترك لتصلك أخبار دار الآثار الإسلامية ومجموعة الصباح الآثارية، والمعارض، والدورات، والفعاليات